الإبل من مخلوقات الله العظيمة التي تتجلى فيها قدرته سبحانه وتعالى، وقد خلقها الله جلت قدرته وجعلها آية للبشر للتأمل في عظمة خلقه، وهو القائل جل من قالأفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) الغاشية17
إنها دعوة من الخالق المصور سبحانه وتعالى للتأمل والتفكر في كيفية خلق الإبل وتصويرها بهذا الشكل المعجز بإعتبارها خلقا دالا على عظمة الخالق وكمال قدرته وحسن تدبيره، وقد أكرمها الله سبحانه وتعالى فجعلها آية من آياته وورد ذكرها قبل السماء والأرض والجبال.
جاء في تفسير ابن كثيرفإن خلقها عجيب وتركيبها غريب وهي في غاية القوة والشدة ومع ذلك تنقاد للضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها)
والإبل وهبها الله سبحانه وتعالى ميزات لا توجد في سواها من الكائنات الأخرى فبالاضافة لضخامة هيكلها منحها الله الصبر وقوة التحمل والقدرة على التكيف مع جميع الظروف البيئية القاسية كالجوع والظمأ والحر الشديد والبرد القارس والأمطار الرعدية والعواصف الرملية حيث وهبها سبحانه وتعالى عدة ظلالات على أعينها وأنفها وأذنيها تنغلق في حالة العواصف الرملية والأتربة المتطايرة فلا تتأثر بتلك الظروف وهذه الميزة لا مثيل لها في عالم الحيوان.
كما وهبها الله جلت قدرته مخازن عملاقة تسمى (السنام) مليئة بالشحوم والدهون التي تتغذى عليها في حال نقص الطعام لأيام عديدة بالاضافة لوجود ثلاثة مخازن في وعاء البطن أحدهما للطعام والآخر للماء وهو تجويف مليء بملايين الحجيرات الصغيرة كمخزون مائي في حال العطش الشديد وهو أيضا غير موجود في أي حيوان آخر، والمخزن الثالث المعدة التي تقوم بخلط الطعام والماء.
كذلك من عجائب قدرة الله في خلق الإبل أن جعل أقدامها مبطنة بجلد قوي ولين عريض يسمى (الخف) يمنحها السير على الرمال بسهولة ويسر دون أن تغوص أقدامها في تلك الرمال فسميت بذلك (سفينة الصحراء).
غرائب الإبل
من غرائب الإبل أنها تتميز بذاكرة عجيبة فهي لا تنسى موطنها الأصلي الذي تربت فيه ولو بعد سنين طويلة حيث تستطيع العودة إليه بكل يسر وسهولة.
ومن غرائب الإبل أيضا أن صغيرها يستطيع العودة إلى آخر مكان رضع فيه الحليب من أمه في حال ضياعه من القطيع أو آخر منزل (مراح) لصاحبه.
كما أن الإبل لديها قدرة عجيبة على معرفة عدود المياه وأماكن نزول الأمطار والأراضي المعشبة لما تتمتع به من حاسة شم قوية.
كذلك تستطيع الإبل التفريق بين الأصوات بدقة متناهية فهي تعرف صوت راعيها من غيره.
ومن غرائب الإبل أيضا أنها عندما تسير تقوم برفع اليد اليمنى والرجل اليمنى مع بعض في خطوة واحدة واليد اليسرى مع الرجل اليسرى في الخطوة التالية وذلك لحفظ توازنها وهذه الميزة لا توجد في أي كائن آخر غير الإبل فسبحان الخالق المصور.
ويعتبر الجمل (الفحل) من أشد الكائنات غيرة خصوصا في حالة الهيجان في وقت التزاوج فهو لا يسمح بوجود فحل آخر غيره في القطيع وفي حالة وجود أكثر من فحل يجب أن يتم التحكم برباطهما جيدا وإبعادهما عن بعض وإلا سوف يقتتلان قتالا شديدا حتى يقتل أحدهما الآخر.
ومن غرائب الإبل أيضا أن عملية (العقل) يجب أن تبدأ باليد اليسرى لجعلها تبرك أو تلازم مكانها
كما أن عملية ربط الجمل (الفحل) أو الرحول المعدة للركوب تكون في اليد اليسرى فقط.
كذلك حلب الناقة يكون من الجهة اليسرى.
والإبل من الكائنات التي لديها القدرة على السباحة بأيديها وأرجلها.
أنواع الإبل
الإبل في العالم تنقسم إلى ثلاثة أنواع بحيث تكون ملائمة لبيئتها وأماكن تواجدها وهي كالتالي:
النوع الأول
الإبل العربية وهي ذات السنام الواحد وتنتشر في جزيرة العرب والمناطق الممتدة إلى الهند شرقا وإلى البلاد المتاخمة للصحراء الكبرى في أفريقيا غربا وتمتاز بشكلها الجميل الجذاب وهيكلها الضخم الكبير.
النوع الثاني
الإبل ذات السنامين وتستوطن أواسط آسيا وهي متوسطة الهيكل والضخامة ولا وجود لها في جزيرة العرب.
النوع الثالث
حيوان اللاما وتنتشر في الأمريكيتين وهي ذات هيكل صغير نوعا ما ولا تحمل سنام في أعلى الظهر ولكنها شبيهة إلى حد كبير بالإبل العربية من حيث شكل الرأس والرقبة واليدين والرجلين والذيل ولا وجود لها في جزيرة العرب.
ولم يعرف الغرب الإبل العربية ذات السنام الواحد إلا بعد دخول جيوش المسلمين إلى الأندلس، أما أمريكا فلم تعرف الإبل العربية إلا في عام 1857م عن طريق وزارة الحربية الأمريكية آنذاك وذلك باقتراح (ادوارد فترز جرلد بيل ) الرحالة الشهير الذي استخدمها لاستكشاف طريق تجارية لعربات السفر في صحراء أريزونا، وقد أرسل وزير الحربية يومها رجالا إلى بلاد العرب لشراء الكثير من الجمال، هكذا وردت القصة في كتاب الصحراء لمؤلفيه سام وبريل ابشين.
وتشكل الإبل في الوطن العربي 65% من مجموع الإبل في العالم وتؤدي خدمات كبيرة في تنفيذ الأعمال الزراعية في مناطق متعددة من مصر والشمال الأفريقي واليمن وغيرها، وفي النقل والتنقل في كثير من البلاد العربية، وهي عماد الاقتصاد في مناطق واسعة من الصومال والسودان وموريتانيا وجنوب الجزائر وتونس، ويشكل حليبها الغذاء الرئيسي لسكان تلك المناطق في معظم أيام السنة، ثم فقدت الإبل أهميتها في المجتمع واستغنى عنها كوسيلة نقل وترحال.
ويتم تصنيف الإبل العربية إلى عدة مسميات متفق عليها للتفريق بينها ومن هذه المسميات: (العربية والصيعرية والدوسرية والمهرية والساحلية والشرارية والحرة والعمانية والسودانية) وبعض هذه الأنواع مخصص للركوب بعد تدريبها على ذلك وكانت في الماضي تسمى (الجيش) ومفردها (ذلول/ركبي)
ومن مستلزمات الركوب الشداد والحداجة والمسامة وهناك أنواع مخصصة للنساء مثل الهودج والظلة.